العلاقات الإنسانية المهمة في حياتنا تتعرض أحياناً لاختبارات صعبة تكون خارجة عن إرادتنا، والعلاقة الزوجية ليست استثناء من هذا الأمر، فالزوجة خلال رحلة حياتها مع زوجها ورفيق عمرها يمكن أن تجد أن هذه العلاقة تمر بمحنة قوية وخطيرة بسبب وجود أزمة مالية تهدد إستقرار الأسرة وكيانها.
من أجل أن تنجح الزوجة في العبور بسفينة الزواج خلال هذا البحر الصعب المتمثل في الأزمة المالية التي تعترض طريق العلاقة الزوجية، لابد أن تتعرف على بعض الأمور المهمة وتتمسك ببعض الخطوات والصفات الذاتية التي تساعدها على التحلي بالقوة والثبات.
في البداية لابد أن تستعيدي بذاكرتك بداية علاقتكما الزوجية وكيف كنت في قمة السعادة أنك مقدمة على الإرتباط بهذا الإنسان، وكيف أنك في هذه المرحلة الأولى من حياتك الزوجية كنت تعاهدين الله تعالى على أنك ستساندين هذا الرجل ولا تتخلين عنه في السراء والضراء وفي الرفاهية والمعاناة، تذكري كيف كنت تتمنين أن تكملي حياتك مع هذا الرجل مهما إعترضت طريقكما من أزمات، وإعلمي أن هذا العهد سيسألك الله تعالى عنه يوم القيامة، فإذا ما تخليت عن زوجك بسبب الأزمة المادية التي تمر بحياتكما الآن فستكونين قد نقضت العهد، وخذلت الزوج الذي تصور أنه يمكنه الإعتماد على صلابتك وقوة تحملك وقدرتك على معاونته على عبور المحنة.
تذكري جيداً أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة وأن الوضع الصعب أو شديد الصعوبة اليوم سينقلب غداً إلى وضع أفضل وستتحسن الأحوال، وأن زوجك إذا كان يعاني في الوقت الحالي من أزمة مادية فإنه يمكن أن ينجح في تجاوزها بمرور الوقت ويعود إلى وضعه السابق وربما يكرمه الله تعالى بأن يتحسن وضعه أفضل كثيراً، لذلك تفاءلي وثقي في الله تعالى ولا تنسي أن الله يجعل بعد العسر يسراً.
توقفي عن حالة اللوم وتحميل المسؤولية لزوجك عن هذه الأزمة، وتأكدي أن إلقاء اللوم لن يفيد بشيء سوى خلق المزيد من التوتر وسيعيق مساعي التماسك والتفكير في حلول عملية للتخلص من هذه الأزمة، وإعلمي أنك كزوجة تتحملين بالضرورة قدراً كبيراً من المسؤولية عن الوقوع في براثن هذه الأزمة المادية، وكلما زاد لومك لزوجك وإشعاره بالعجز والفشل كلما ساهم ذلك في المزيد من المشكلات والصدامات والضغوط على العلاقة الزوجية نفسها.
التلاحم بينك وبين زوجك في هذه الظروف العصيبة يكون من الأسباب العظيمة المهمة في محاولة عبور هذه الأزمة وتجاوز تلك الفترة الصعبة بأقل الخسائر، وهذا التماسك المشترك يستلزم أن تكوني أكثر قدرة على إستيعاب الزوج وتحمل إنفعالاته وعصبيته وضعفه أحياناً، فإذا ما تسلل بعض اليأس إلى قلبه عليك أن تذكريه بضررة التماسك والصبر وإذا ما كان حاداً في أسلوبه معك لابد أن تكوني قادرة على تفهمه وتهدئته.
في هذه الأجواء المشحونة والصعبة لابد أن تحافظي على إبتسامتك اللطيفة ترتسم على ملامح وجهك طوال الوقت قدر إستطاعتك وتتقبلي كل خبر جديد بهذه الإبتسامة حتى تضمني أن الحالة العامة السائدة في المنزل ستكون حالة هادئة ومطمئنة.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.